صرخة أخيرة في وجه الموت!

الإهداء:

إلى صاحبي الميت بعد أن غادرته “الحياة”، وتركته لضباع الخيبة في مفازة الغياب!

بالله وين الناس، يا راحليني؟

ياللي تركتكم خلفكم كل الأشياء!

بالله وين الناس، يا تاركيني

ياللي كانت “أتركك” كنها إغماء

بالله وين الناس، يا مبعديني

هذي حياتي دونكم صارت أشلاء

بالله وين الناس، يا غايبيني

هاتوا حياتي، ما بقى داخلي أءءء

ياللي خذيتوا القلب، وخافي حنيني

ياللي تركتوا الماء يستجدي الماء!

يا موحشة، يا دنيتي، يا سنيني

يا مُتعبة هالجرح في دمعته جاء!

يشرح عذابي فـ فيافي أنيني

ويبكي بدمعي كل جرحٍ معه فاء

فديت عمرك، فدوتك دمعتيني

فاضت عيوني موت، فاضت بي إعياء

يا موت بس شوي به كلمتيني

ودي تسمعهن! ترى كلها إطراء

يا موت بس شوي بي ضحكتيني

ودي “حياتي” تنتشي فيهن إغواء

ودي بـ”ياااارب” تطير من شفتيني

وتحط على قلبي وتشعل بي الياء

يا رب يا رب البشر يا معيني

تجمعني باللي بعدها صار لي داء

حاولت أكتب شي بخافي كنيني

بس اكتشفت إني أنا غلطة إملاء!

كتبت ألف وحاء ثم شرطتيني

كتبت نص الكاف وخانتني الباء

يا هـ”الحياة” اللي تلاشت بعيني

وش بي بقا وإلا رحل غير الأخطاء

أيه اعترف، كنتي “حياة” الحزيني

ومن رحتي والله ما بها أي إغراء

ليت بيديني، آآه ليت بيديني

ليت بيديني أنسكب داخلك حاء

حـ ب وحـ ياة وحـ لم وكل الحـ ـنيني

ثم أجمعك من داخلك وآشربك هاء

هـ لا، هـ ـلا بك، هـ ـمت بك يا ضنيني

هـ ـويت روحك، هايمٍ فيك يا “ماء”!

يا “ماء” أنا عطشان ليتك تجيني

ياللي اختصرت بـ”رشفتك”كل الأحياء

* * *

بعدك أنا بدنياي ضيّعت “ويني”

والشعر ماخذني على درب الإغواء

ملعون أبو شعرٍ ذبحني لِعِيني

ملعون أبو شعرٍ يعلقّني على لاء

لا للكلام ولا، لا، لا يبيني

أمسح كلامك واختصر كل الأسماء

وإن مت في حبك، لا لا تحتريني

خذ هـ”الحياة، وخلّ لي كل الأشلاء!!

الكاتب: aazizrowiliy

عابراً في مفازة الكلام، أحدو خلف نياق المعنى في التيه! aazizrowiliy@gmail.com

4 رأي حول “صرخة أخيرة في وجه الموت!”

  1. إنه لا يكشف انبعاث الوله إلا نداء استطال مدّه ومداه ..
    نداء بل نداءات وصداهنّ غلبة اليأس وغليل الأسى ..
    آسية .. آسرة
    كادت أن تكون ألفية لولا شرق الواله اجتـ ــ ـزاء واصطلامـ ـ ـا!
    فلا أقسى من انتظاراتٍ مفقودة رجاءاتها ..
    أو يـأسٍ شاك الرسن على صاحبه، فجثمت على حناياه أشواقٌ كالأشواك لا تبقي منه ولا تذر.
    إن شئت عدّ أيها الغائب الراحل!
    أو لا تعـــــد!
    شكرًا لصاحبك والغياب.
    شكرًا للرحيل الذي بنى حروفًا حتوفًا متقدة أوارها ..
    لا بأس عليهنّ
    وعلـــيـه
    وعلــــيك.
    وعليكم أجمعين، وعلى اللابثين أمام عتبات الحنين أحقابًا .. أكثر السلام..

    Liked by 1 person

    1. أهلاً بالعابر!
      يا عابراً سكب على صقيع المكان بعض ماء حرفه الدافئ فأرتعش المكان دهشة ولذة وخوف!
      مفازة لا يعبرها أحد إلا على وجل وبعينين مشتتين وروح وجلى وربما مرهقة من تكاليف الحياة الفانية!
      أهلاً بك وبحرفك وباسترسالك وتهاويمك و”ماؤك” الذي أعادة الحياة، ولو مؤقتاً، للمكان قبل أن يسقط في جُبّ النسيان!
      لك قراءتك أيها العابر ولي صمتي، لك حياتك أيها العابر ولي موتي!
      مستفز حرفك هذا الصباح لروح آيلة للموت، لروحٍ فقد المعنى وسقطت في جُبّ اللاجدوى، لروحٍ ماتت بها “الحياة”، تلك الحياة التي تفيض عليها بالمعنى والجدوى والحب والسعادة والأمن والسكينة!
      .
      .
      يا عابراً في دهاليز هذه المفازة، تحملني قليلاً وحرفي السقيم وبضاعتي المزجاة وصوتي الميت، وأخبرني:
      كيف لروحٍ سقيمة تعيش بعد أن تفتقد للحياة؟ كيف لروحٍ بائسة تعرف بأن في الصوت حياتها وبأن الكلمات التي فقدت سماعها فقدت معها الحياة، وأن لا وعود ولا عهود قد بقيت!

      يا عابراً…….
      لم تخبرني عن …..
      يكفي كل هذا الكلام الغث أعلاه، لا شيء قد يفيد، لا جدوى، وإن كان هناك بصيص أمل حتى لو كان ذاك الأمل نتيجة غير منطقية لوعد لم يُقل وإنما أُستنبت في مخيلة باكية ومهزومة، مخيلة يُخيفها الموت الذي تعيشه فتبني داخلها ولو “عشّة” بسيطة للأمل حتى ترتاح لمرآها في تلك المفازة الموحشة واللامتناهية الامتداد!

      يا عابراً لا أعرفه!
      ماذا قلت أنت، وماذا قلت أنا سوى الكلام الذي لن يعيد الحياة الميتة لتلك الروح الآيلة للسقوط!
      يا عابراً جئت هذا الصباح البارد وأنت تُثني على وصف ذلك المأتم الذي أعجبك!
      يا عابراً ……..
      🌹🌹🌹

      إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: